مع كل مرة بنسمع بحرب، بيبقى فيه جوانا سؤال: إيه موقف الكنيسة تجاه الحرب؟ -العنف في الكنيسة مرفوض لكنه في وقت من الاوقات بيبقى هو الاختيار الوحيد، وبتضطر تكون عنيف.. زي ما بيقول هربرت رادتكه: «ناضلوا ضد كل تقديم إيجابي للعنف.. ليس من عنف صالح. كل ما في الأمر انه احيانا أمر لا مفر منه.» …

مع كل مرة بنسمع بحرب، بيبقى فيه جوانا سؤال: إيه موقف الكنيسة تجاه الحرب؟

-العنف في الكنيسة مرفوض لكنه في وقت من الاوقات بيبقى هو الاختيار الوحيد، وبتضطر تكون عنيف..

زي ما بيقول هربرت رادتكه:

«ناضلوا ضد كل تقديم إيجابي للعنف.. ليس من عنف صالح. كل ما في الأمر انه احيانا أمر لا مفر منه.»

فلما يكون هو الحل الوحيد للدفاع عن نفسك او أسرتك او ارضك يبقى زي ما قال غاندي لما شاف فلاحين هربوا لما الانجليز نهبوا بيوتهم وعاملوا ستاتهم بعنف:

“يبقى على كل حال ان الانتقام تعلو قيمته على قيمة خضوع سلبي بحت، عادم الجدوى تماما ومُخنث بالكلية”

فمفيش شك ان رفض الكنيسة للعنف مش معناه الخنوع وقلة الحيلة فان كان العنف طريقك الوحيد للنجاة او دفع الظلم يبقى لازم تاخده

“ان الذي لا يصد الظلم الذي يهدد أخاه، وهو قادر على ذلك، لا يقل ذنبا عن الذي يقترف الظلم” القديس امبروسيوس

-لكن في نفس الوقت الكنيسة بتشوف ان اي عنف -حتى لو كان هو حلك الوحيد- هو بيستلزم توبة لانه بيعلم في كيانك، وبيشدك لتحت

وعشان كدة القديس باسيليوس الكبير “رفض اعلان العسكر شهداء وقضى ان من سفك دما في حرب، يتم منعه ثلاث سنوات من الافخارستيا”
وقوانين الكنيسة كتير في النقطة دي..
ودة مش تزمت ولكن نقدر نفهمها ان هدفها تقول ان القتل مش هين، وتأثيره سلبي جدا على كيانك وبيبقى محفوف بالمخاطر.
وعشان كدة كمان مارجرجس وغيره من القديسين العظام في الكنيسة، هم قديسين بالنعمة، برغم ان ايديهم مليانة دم..
مارجرجس اكيد شارك في حروب واخمد ثورات ضد الإمبراطورية الرومانية بالعنف، لكنه قديس عظيم بالنعمة.

وتأثير العنف علينا نقدر نشوفه بوضوح في تاريخ الحروب، فتلاقي الجندي كان بيقتل الاول عشان يحرر ارضه او علشان يدافع عن نفسه وبعدين يبتدي يقتل عشان يتلذذ بس!

فهنا العنف اتحول من هدفه لشهوة تدمير زي ما بيسميها عالم النفس “ايريك فروم” وكل دة بيتم تحت اسم العدالة والحرية وكل المثل العليا اللي ممكن تسمعها

-يعنى العنف بعد كدة بينفصل عن هدفه وبيبقى شهوة تدمير زي ما قلت، او بيبقى اسلوب حياة عشان خايف تكون “ضحية” في يوم من الايام، فتختار بدون وعي تكون طول حياتك عنيف عشان متكونش ضحية ودة اللي رصدته محللة النفس “آنا فرويد”
يعنى تمشي بمبدا لو مكنتش ذئب هتاكلك الذئاب

-كمان الانسان العنيف مع الوقت من كتر خوفه من الموت ممكن يبدا يشوف في عدوه صورة موته، ويحاول يتناسى ويرفض ان الموت هو مصير حتمي لكل انسان، ويتمادي في قتل عدوه بدون هدف، لانه بيتصور انه بيقتل صورة موته.

“استمد قسوتي من نبضات الدم في عنقي.. هذه.. التى تخبرني.. انني مُعَد للتراب”

-وعشان كده متى المسكين يتكلم عن رواسب الخطية/العنف في نفس الانسان ويقول:
“أقول أن العمر مقصر ورواسب الخطيئة التى ترسبت تحتاج إلى زمن فعلى .. زمن حقيقى يصرفه الإنسان يومًا بعد يوم يكشف ويعرى الأعضاء الداخلية والخارجية من مغلفات الخطيئة وآثارها النارية المهلكة”

نصلي من اجل سلام العالم، ومن اجل كل ضحايا الحروب

واحب انهي بصلاة جميلة من سفر يهوديت:

ها هم الأشوريون: انهم يفتخرون بجيشهم،
يعتزون بأحصنتهم وفرسانهم،
يفتخرون بقوة مشاتهم.
لقد اعتمدوا على الرمح والترس،
على القوس والقلاع؛
ولم يعرفوا أنك
الرب محطم الحروب.
..

ان قوتك ليست بالعدد،
ولا سلطتك بذوي العنف،
انما انت إله المتواضعين،
ونجدة المقهورين،
ومعونة الضعفاء،
ومنقذ البائسين.

آمين

الصورة AI generated
بيظهر فيها المسيح مصلوب في كل الحروب

للمزيد راجع كتاب: النضال العنفي واللا عنفي- كوستى بندلي

التعليقات

  1. Veronya

    2025-07-25 at 10:03 م

    حلو اوي اوي 💗

    Reply

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *