بحلول التذكار السابع برحيل طيب الذكر الأسقف والمعلم نيافة أبا إبيفانيوس أسقف وخادم دير القديس أبا مقار الكبير ببرية شيهيت -شهيدًا- على إيمانه بقيمة خدمته بالنسبة للدير العريق المنتسب له وهو عضو فعال منذ رهبانيته فيه ومسئوليته التي لا رأى أنه لا يجب أن ينتحيها مثل أي فردٍ في موقعه أو كما يمثل التيار في …

بحلول التذكار السابع برحيل طيب الذكر الأسقف والمعلم نيافة أبا إبيفانيوس أسقف وخادم دير القديس أبا مقار الكبير ببرية شيهيت -شهيدًا- على إيمانه بقيمة خدمته بالنسبة للدير العريق المنتسب له وهو عضو فعال منذ رهبانيته فيه ومسئوليته التي لا رأى أنه لا يجب أن ينتحيها مثل أي فردٍ في موقعه أو كما يمثل التيار في الكنيسة، بل آثر أن ينير كل المصابيح التي لديره بكل ما أُعطي من إمكانات لأجل الكنيسة الجامعة لأولادها ومن أجل كنيسته الأرثوذكسية ذات الهوية القبطية، فلم يبخل بكل ما ذاقه من عذوبة واستنارة ليقدمها لكل من عرفه، سواء في محافل التعليم أو مقابلاته الفردية والجماعية لكل من اكتنفه الاستفهام.

وها حياته الرهبانية التي هي في طقسها استشهادًا على الحق دائمًا، فلم يكتفِ بالقول ولكن بالفعل وهو ما كان عليه حتى قبل أن يصير مدبرًا وخادمًا لديره. فماذا يمكن أن تتذكر خواطرنا بحلول هذا التذكار، هل نعيش فراقًا؟ بالتأكيد نعم، نحن نعيش فراقًا، لم تكن أبوته مباشرة مع جميعنا، ولكن أبوته كانت تظهر سريعًا بمجرد تعاملك معه. لذا كلما كان ضيفًا في محفلٍ، تجدك وقد ابتهجت بوجه وعذوبة محيا، تعرف أنك ستسمع منه ما يُسر قلبك أو ما سيضيف لك، وهو ما لم تتعود عليه من أكثر من عقدين أو ثلاثة لأسباب كثيرة.

درسنا على يديه الليتورجيا في نصوصها المبكرة، فكانت استنارة عقولنا على مستوى الاستنارة التي تكتنف النص الذي يقدمه لنا، فأعطانا ما يعرف بـ”الحرفة – الصنعة” لقراءة النص واستيعابه… كانت مشاركته لنا الدراسة والبحث، ما جعلك تشعر وأنك في يد متمرسة لتنقلك من مستوىٍ لآخر، عارفًا أنك بالفعل تتعلم كيف تحيا الكنيسة ليتورجياتها فيما بعد.

ومن ثم كان كلامه عن ليتورجيا الكنيسة وكيف تحيا النص المقدس داخل طقسه عندما تسمعه داخل الكنيسة، وهو ما زاد تمرسنا عند ممارسة مناسبة معينة في الكنيسة. في هذا يمكننا أن نقول إنه بدأ في تقديم خبرته لنا من خلال النص والبحث والممارسة الفعلية، حتى جعلها وليمة لاهوتية كاملة العناصر، يمكنها أن تنقلك لمستوى آخر عند ممارستها.

رغم تقصيرنا الذاتي في حياتنا الشخصية، إلا أن خط حياته شهد كما استشهد هو للحق، وهذا ما جعل تذكاره أو استشهادنا على حياته حيًا في ضمائرنا، به وكهيكل لتجلي “الابن” -وهذا معنى اسمه- ما هو حافزٌ لمواصلة الطريق رغم صعوبته.

فلم يحرم الله الكنيسة باثقة حب من خلال حب بازل تجلى في آبًا على مستوىٍ جديد للكنيسة.

هل يمكن أن نفتكر في أرثوذكسيته من أجل الكنيسة؟

تتجلى أرثوذكسيته كلما تكلم عن “الوحدة” التي مبدأها المحبة وغايتها الابن الكلمة متحدين فيه هو لا في مجموعة صيغ، فقد اهتم بشرح الصيغة كحياة وكيف يترتب عليها أن نعي أن الصيغة للشرح والحياة لا للاختلاف، فيمكننا أن نعرف الصيغ جيدًا، لكن قد لا يمكننا أن نقيم منها ممارسة وحياة.

لذا، فقد كان سفيرًا عن الكنيسة الأرثوذكسية القبطية في محافلها الدولية في آخر سنواته شاهدًا بالحق الذي تعيشه الكنيسة منذ خروجها للنور من ناحية؛ ومن ناحية أخرى، شاهدًا على المفاهيم الخاطئة التي تكونت دون وعي لأجل فحصها وتصحيحها.

تراه وقد أخذ موقعه أيًا كان بجدية وعرف هدفه وفكر كيف يمكن أن يتحقق كعضو فعال في الكنيسة التي تربى في محبتها.

كلنا إبيفانيوس، لا تعصبًا ولا حتى حزنًا، ولكن غيرة للاستباق للوجود في النور الذي تجلى فيه وفي لغته وعمله.

هلا ذكرتَ ضعفنا أما السيد الابن الذي تجلى فيك، ليعيننا كما تجلى فيك وأعانك…،

الوسوم:

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *