"هو ربنا موجود؟ .. طاب ايه الدليل؟" السؤال دا.. واللي سمعته كذا مرة في حياتي بشكل مباشر من شباب عارفين ان انا مش هحطهم في إطارات تضايقهم وشغل القرف والهشاشة العقلية اللي احنا عايشين فيها دي. شباب مش بيشبعوا من نفخ البلالين وشوي الفراخ ولبس ميكي ماوس في العيد وعندهم احتياجات أكبر من كدا. شباب …

“هو ربنا موجود؟ .. طاب ايه الدليل؟”

السؤال دا.. واللي سمعته كذا مرة في حياتي بشكل مباشر من شباب عارفين ان انا مش هحطهم في إطارات تضايقهم وشغل القرف والهشاشة العقلية اللي احنا عايشين فيها دي.

شباب مش بيشبعوا من نفخ البلالين وشوي الفراخ ولبس ميكي ماوس في العيد وعندهم احتياجات أكبر من كدا. شباب اتعلموا كل حاجة في الكنيسة إلا اللاهوت. حتى الكلمتين اللي سمعوهم في اللاهوت هو شوية الكلام بتاع صراعات القرون الأولى واللي بيتقدم بشكل مفارق لواقعهم ومشاكلهم المعاصرة.

وأحب أسجل إجابتي هنا :

ممكن أرشحلك كتب كتير في فلسفة الدين لفلاسفة معاصرين من العيار الثقيل عن حجج وجود الإله على مر التاريخ. كتب مسلية عقليا للغاية. فيه حجج تآكلت مع الزمن بسبب تناقضها وهشاشتها المنطقية وفي حجج صلبة لسه مكملة وهتكمل. لكن الطريق دا مش هيوصلك لحاجة. السؤال بتاع “وجود” الله دا في الأساس بيعبر عن أزمة وجودية؛ أزمة معنى. اقتناعك القسري بالحجج عن مجرد “وجود” الله مش هيشبعك ولا هيريح قلبك. لإن مش عقلك هو اللي بيسأل لكن قلبك هو اللي عطشان. ولإن اللي هيتكون عندك من قناعتك القسرية بالحجج مش هو الإيمان بمفهومه الأرثوذكسي. مفهوم الإيمان اللي اتربينا عليه انه “قرار” دا مفهوم مغلوط يا صديقي. حاجة كدا تحسها متفرقش عن التنمية البشرية. لكن الحقيقة ان الإيمان في مفهومه الأصيل عند آباء الكنيسة هو انغلاب القلب لإشراقات النور الإلهي، استنارة كيانك كله وانفتاح حدقة قلبك الداخلية. انغمار النفس في النور والنعمة. يعني ممكن نقول انه أصلا فعل لا-إرادي. الله يَسبِي القلب، بينور جوه قلبك لدرجة بتبقى مش عارف تروح منه فين. بيفجر جوه قلبك من ينابيعه فترتوي وقلبك يهدى. انت ممكن تبقى بتصيغ السؤال عن “وجوده” لإنك جعان لحضوره لكن الأكيد أنك مش هتحس بحضوره بحجج الفلسفة عن مجرد “وجوده”. انت مش محتاج تقتنع انه موجود. انت محتاج تدوق وجوده في قلبك.

دور على لاهوت الكنيسة واتعلمه. اللاهوت الأرثوذكسي في صميمه هو بوابة لخبرة النور الإلهي. بينضف دماغك من المفاهيم الغلط وبيعلمك تتحرك إزاي. بيرميك على الطريق الوحيد اللي هتلاقي فيه اللي بتدور عليه.

الوسوم:

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *